Thursday 31 October 2013

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية



تحليل نص "فرويد" ص، 20 منار الفلسفة
الإشكال:
مالمتحكم في الحياة النفسية للشخص، الوعي، أم اللاوعي؟ وهل يمكن اعتبار الأنا سيد نفسه، أم أنه مجرد خادم لأسياد آخرين؟ و بمعنى آخر، هل الشخص حر في أفعاله وتفكيره، أم أنه تحكمه ضرورات لا يستطيع أن يحيد عنها؟
الأطروحة:
يعتبر "فرويد" أن اللاوعي هو الموجه الرسمي والمتحكم في الوعي لدى الشخص، وبالتالي لا يمكن اعتبار الأنا بما هو ذات واعية سيد نفسه ولو في عقر منزله، بل هو خادم لأسياد ثلاثة تتحدد في ألهو والأنا الأعلى والواقع أو العالم الخارجي، مما يجعل الشخص غير حر في حياته النفسية و سلوكاته بل يصبح خاضعا لمتطلبات ألهو وأوامر الأنا الأعلى ومقتضيات العالم الخارجي. لذلك يعمل الأنا على التوفيق بين هذه الأطراف الثلاثة مخافة أن يتعرض لمخاطر من قبلها.

تحليل نص:"اسبينوزا" صفحة 23
الإطار النظري للنص:
يرى "اسبينوزا" أنه لا وجود لحرية إنسانية تجعل من الشخص كائنا أسمى من الطبيعة، فأن يكون الشخص حرا يعني أن يمتثل للضرورة الطبيعية التي تفرضها عليه طبيعته. ومن هذا المنطلق ينتقد كل حرية إنسانية خارج ما هو طبيعي.
أفكار النص الأساسية:
لو كان الإنسان هو الذي يقرر متى يتكلم ومتى يصمت، لكانت الأحوال الإنسانية على أحسن ما يرام.
التجربة أثبتت أن البشر يستطيعون التحكم في ألسنتهم.
التجربة أثبتت أنهم يقدرون على التحكم في شهواتهم.
حينما نندم على أفعالنا، حيث ندرك الأفضل ونتبع الأسوأ، فإن هذا يعني أن أفعالنا حرة. كيف؟ (لأننا تصرفنا وفق طبيعة أنفسنا).
أمثلة "اسبينوزا":
الصبي يرغب في الحليب بحريته- الشاب الحانق الذي يريد الانتقام- الجبان الذي يلوذ بالفرار.
يظن الكثير من الناس أنهم يتحدثون بمحض إرادتهم، في حين لا يتمالكون أنفسهم من أن يتحدثوا.
يقول "اسبينوزا":
أوامر النفس لا معنى لها خارج الشهوات ذاتها.يعني بذلك الفيلسوف، أن رغبات النفس ليست سوى الشهوات ذاتها.
تلك الأوامر متغيرة وفقا لحالات الجسم المتغيرة.
نستخلص الفكرة العامة للنص:
إن حرية الشخص منبعثة من طبيعته.فأن يكون حرا يعني أن يمتثل للضرورة التي تفرضها عليه طبيعته.
لأن امتثال الشخص في هذه الحالة ليس عبودية بل حرية له.
الإشكال:
ما علاقة حرية الشخص بالضرورة التي تفرضها عليه طبيعته؟ وهل يمكن تصور حرية له خارجا طبيعته؟
الأطروحة:
إن حرية الشخص مرتبطة بطبيعته، فأن يكون حرا يعني أن يمتثل للضرورة التي تنبعث من طبيعته، فرغبات الشخص مثلا ليست سوى الشهوات ذاتها، وبالتالي لا يمكن تصور حرية للشخص خارج ما هو طبيعي.


تحليل نص "إيمانويل مونيي"
يدخل هذا النص ضمن تصور يركز على الشخص المندمج في الجماعة، وهو اندماج لا ينبغي أن يؤدي إلى محو ما يميزه، لأن في ذلك حفاظا على ميوله وحريته، التي تعتبر في آخر المطاف، حرية الجميع.
أفكار النص الأساسية:
إن معنى جماعة هو اندماج لمجموعة من الأشخاص بشكل يضمن ميول كل واحد منهم
لا ينبغي اعتبار الشخص وسيلة
إن ما هو روحي يعادل ما هو شخصي
كل نظام يعتبر الأشخاص أشياء قابلة للتبادل سيعرض للإدانة
مهمة المجتمع ليست هي جعل الأشخاص تابعين خاضعين
المجتمع لا يتحمل عبء تطور ميولات الأشخاص
وظيفة المجتمع تقتصر على ضمان الحماية واللعب وأوقات الفراغ ليتم التعرف على هذه الميولات بكامل حريتهم الروحية.
يتدخل المجتمع في تربية الأفراد تربية اقتراحية ، بدون قسر وغير تطابقية.
يضمن المجتمع منح الأفراد الوسائل المادية الضرورية لتنمية ميولاتهم.
إن الإنسان هو الذي يقرر مصيره ولا يمكن لأي شخص آخر، فردا كان أو جماعة، أن يقوم مقامه في ذلك.
الإشكال:
هل الشخص حر في اختيار ميوله وسلوكه، أم أنه خاضع لإرادة الآخر؟ وبالنظر إلى كون الأشخاص مندمجين في مجتمع منظم، أفلا يمكن أن يتدخل هذا المجتمع في تشكيل وتوجيه ميولاتهم، أم أنه يضمن لهم استقلاليتهم وحريتهم في تقرير مصيرهم؟
الأطروحة:
حسب "إيمانويل مونيي" فإن الشخص روح لا يمكن تشييئه والنظر إليه كموضوع أو كمادة لذلك لا ينبغي استخدامه كوسيلة، وبالتالي فالأشخاص غير خاضعين للآخر فردا كان أو جماعة.
لذلك، فإن وجود الأشخاص في مجتمع، لا يعني أنهم تابعين وخاضعين له من حيث ميولهم، بل على العكس من ذلك فهم من يختارون ميولاتهم، أم المجتمع فيتولى توفير مختلف الوسائل الضرورية للتعرف على الميول وتنميته.
فالإنسان حر وسيد نفسه، فلا أحد يتولى تقرير مصيره، لأنه هو من يقرر